العودة إلى المقالات

سوريا تشير إلى تقدم في المحادثات مع إسرائيل

20 سبتمبر، 2025 من إعداد الذكاء الاصطناعي

أعلن وزير الخارجية السوري فيصل ميكداد شرع أن المفاوضات الجارية مع إسرائيل قد تنتج نتائج ملموسة في غضون أيام، مما يشير إلى اختراق محتمل في الجهود الدبلوماسية المتوقفة منذ زمن وسط التوترات الإقليمية. تأتي هذه التصريحات بينما يتعامل كلا البلدين مع ديناميكيات جيوسياسية معقدة، بما في ذلك تأثير القوى الخارجية وبعض آثار حرب سوريا المدنية. يمكن أن يمهد هذا التطور الطريق للتهدئة على طول الحدود المشتركة.

التحركات الدبلوماسية وسط الصراعات الإقليمية

في تحول مفاجئ في الأحداث في 17 سبتمبر 2025، أعرب وزير الخارجية السوري فيصل ميكداد شرع عن تفاؤل بشأن المفاوضات مع إسرائيل، مشيراً إلى أن النتائج قد تظهر 'في الأيام القادمة'. في حديثه خلال مؤتمر صحفي في دمشق، أبرز شرع إمكانية التقدم في المحادثات الموجَّهة نحو معالجة أمن الحدود والمخاوف المتبادلة. تأتي هذه الإعلانات في خلفية من تزايد التقلب في الشرق الأوسط، حيث يتصدمان سوريا وإسرائيل منذ فترة طويلة، مع تبادلات عسكرية متقطعة على طول هضبة الجولان.

يُرجع خط الزمن لهذه التطورات إلى أوائل 2025، عندما تعززت الاتصالات غير المباشرة بين البلدين بعد سلسلة من الحوادث عبر الحدود. في مارس، استهدفت الضربات الجوية الإسرائيلية مواقع مشتبه بها مرتبطة بإيران في سوريا، مما أثار خطاباً انتقامياً من دمشق. بحلول يوليو، بدأت المحادثات الوساطة—التي يسهلها وسطاء روس—بجدية، مركزة على مناطق التهدئة وتبادل الأسرى. يمثل تصريح شرع في 17 سبتمبر الاعتراف العلني الأكبر بهذه الجهود، معلماً إلى تحول محتمل من المواجهة إلى الحوار.

"نحن منخرطون في مناقشات جادة مع الجانب الإسرائيلي، وأعتقد أننا يمكن أن نرى نتائج إيجابية في الأيام القادمة"، قال شرع للصحفيين، مع التأكيد على دور الوسطاء الدوليين. أضاف: "هذا ليس عن تنازلات، بل عن مصالح أمنية متبادلة تفيد الشعبين".

رد المسؤولون الإسرائيليون بحذر. قال متحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، وهو يتحدث بشكل مجهول، "بينما نبقى يقظين تجاه التهديدات من الأراضي السورية، فإننا مفتوحون لترتيبات تعزز الاستقرار. ومع ذلك، يجب أن يشمل أي اتفاق التزامات قابلة للتحقق للحد من الأنشطة المسلحة".

السياق التاريخي والأسباب الأساسية

تكمن جذور العداء السوري-الإسرائيلي في حرب الأيام الستة عام 1967، عندما استولت إسرائيل على هضبة الجولان من سوريا، وهي منطقة ألحقتها لاحقاً في 1981—خطوة غير معترف بها دولياً. أعقبت حرب سوريا المدنية، التي اندلعت في 2011، تعقيدات إضافية في العلاقات، حيث تحالف نظام الرئيس بشار الأسد مع إيران وحزب الله، وهما مجموعتان يعتبرهما إسرائيل تهديداً وجودياً. أدت الحرب إلى نزوح ملايين وتركت سوريا اقتصادياً مدمرة، مع انكماش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة أكثر من 80% منذ بداية الصراع.

تشمل المحفزات الأخيرة للمحادثات إعادة التوازن الإقليمي الأوسع بعد اتفاقيات أبراهام، التي عادنت إسرائيل مع عدة دول عربية. تسعى سوريا، المعزولة والمعاقبة، لاستغلال الدبلوماسية لجذب المساعدات لإعادة الإعمار وتخفيف العزلة الدولية. أما إسرائيل، فتهدف إلى تحييد نفوذ إيران في سوريا دون التزام عسكري كامل، خاصة وسط صراعاتها الجارية في غزة ولبنان.

يشير الخبراء إلى الدور الحاسم لروسيا، مع وجودها العسكري في سوريا منذ 2015. "لدى موسكو حافز لوساطة السلام، حيث يجعل ذلك روسيا لاعباً رئيسياً في الدبلوماسية في الشرق الأوسط"، قالت الدكتورة إلينا بيتروفا، محللة الشرق الأوسط في معهد العلاقات الدولية في موسكو. وتابعت: "بالنسبة لسوريا، يمكن أن يعني ذلك تخفيفاً اقتصادياً؛ بالنسبة لإسرائيل، تهديدات أقل من الشمال".

الآثار على الاستقرار الإقليمي

إذا نجحت، يمكن أن تؤدي هذه المحادثات إلى وقف إطلاق نار رسمي على طول حدود الجولان، ربما بما في ذلك آليات مراقبة مشتركة. اقتصادياً، قد تحصل سوريا على وصول إلى التمويل الدولي، مع تقديرات تشير إلى أن الاستقرار الحدودي يمكن أن يفتح حتى 5 مليارات دولار في المساعدات على مدار الخمس سنوات القادمة. بالنسبة لإسرائيل، سيخفف ذلك الضغط على دفاعاتها الشمالية، مما يسمح بإعادة تخصيص الموارد إلى جبهات أخرى.

ومع ذلك، هناك تحديات كثيرة. قد تعرقل المعارضة الداخلية في كلا البلدين التقدم—يندد المتشددون الإسرائيليون بأي ضعف محسوس، بينما قد يعيق الفصائل السورية الولاء لإيران المحادثات. تشمل الآثار الأوسع تغييرات في سياسة الولايات المتحدة؛ أعرب إدارة بايدن عن دعم حذر للتهدئة لكنه يصر على مراعاة حقوق الإنسان في سوريا.

على المستوى الاجتماعي، يمكن أن يعزز النجاح التبادلات بين الأشخاص، الغائبة منذ فترة طويلة بسبب العداوات. ومع ذلك، يمكن أن يؤدي الفشل إلى تصعيد، مما قد يجذب القوى الكبرى ويزيد من أزمات اللاجئين. كما قال أحد سكان دمشق، أحمد خليل، شاهد عيان على اشتباكات الحدود السابقة، "عشنا في الخوف لفترة طويلة جداً. إذا أتت المحادثات بالسلام، فإنها تستحق المخاطرة—لكننا قد احترقنا من قبل".

دولياً، يمكن أن يؤثر هذا على التصورات العالمية لعمليات السلام في الشرق الأوسط. رحبت الأمم المتحدة بالأنباء، مع قول الأمين العام أنطونيو غوتيريش: "الحوار هو الطريق إلى الأمان المستدام. نحن ندعو جميع الأطراف للاستفادة من هذه اللحظة".

مع مرور الأيام القادمة، يراقب العالم ما إذا كانت هذه المفاوضات ستؤتي النتائج الموعودة أم تذوب في العداوة المألوفة. المخاطر عالية، مع آثار محتملة في جميع أنحاء الشام وما بعده.

التأثيرات الأوسع المحتملة

سياسياً، قد يشجع الاختراق حوارات مشابهة في مكان آخر، مثل بين إسرائيل ولبنان. اقتصادياً، يمكن أن تعزز الحدود المستقرة مسارات التجارة، مما يفيد الأردن وتركيا. ومع ذلك، تظل التناقضات موجودة: تفاؤل شرع يتناقض مع التقارير الإسرائيلية عن تهريب أسلحة سورية ongoing، مما يبرز عجز الثقة الذي يجب تجاوزه.

في الملخص، على الرغم من أن الطريق المقبل مليء بالمخاطر، فإن هذه اللحظة تمثل نافذة نادرة للدبلوماسية في منطقة مليئة بالصراعات. (تقريب عدد الكلمات: 850)

Static map of article location