العودة إلى المقالات

دراسة جيوآثارية تكشف عن تطور معبد الكرنك على مدى 3000 عام

7 أكتوبر، 2025
من إعداد الذكاء الاصطناعي

كشفت مسح جيوآثاري جديد عن تحول معبد الكرنك في مصر من جزيرة عرضة للفيضانات إلى مركز ديني قديم رئيسي. حلل الباحثون الرواسب والفخار لتتبع تاريخه على مدى ثلاثة آلاف عام، رابطين موقعه بأساطير الخلق القديمة. تشير النتائج، المنشورة في مجلة Antiquity، إلى أن أقدم احتلال للمعبد يعود إلى المملكة القديمة حوالي 2305-1980 قبل الميلاد.

يقع معبد الكرنك على بعد 500 متر شرق نهر النيل الحالي بالقرب من الأقصر في طيبة القديمة، وهو أحد أكبر مجمعات المعابد في العالم القديم وموقع تراث عالمي لليونسكو. أجرت فريق دولي بقيادة الدكتور أنغوس غراهام من جامعة أوبسالا، مع باحثين من جامعة ساوثهامبتون، أكثر مسح جيوآثاري شمولاً للموقع. حللوا 61 نواة رسوبية من داخل ومحيط المعبد، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من شظايا السيراميك، لرسم خريطة لتغييرات المناظر الطبيعية على مدى 3000 عام من تاريخه.

قبل حوالي 2520 قبل الميلاد، كانت المنطقة تغمر بانتظام بمياه النيل الجارية السريعة، مما يجعلها غير مناسبة للاحتلال الدائم. تعود أقدم أدلة على النشاط البشري إلى المملكة القديمة (حوالي 2591-2152 قبل الميلاد)، مع شظايا سيراميك من بين حوالي 2305 و1980 قبل الميلاد تؤكد هذه الجدول الزمني. تشكلت الأرض كجزيرة من الأرض العالية عندما قطع قنوات النهر إلى الغرب والشرق في أسرتها، مما يوفر أساساً لبناء مبكر في الشرق/جنوب الشرق من محيط المعبد.

على مدى قرون، انحرفت القنوات، مما سمح بتوسع المجمع. كشف الدراسة أن القناة الشرقية كانت أكثر تحديداً وربما أكبر من الغربية، خلافاً للافتراضات السابقة. "شكلت قنوات النهر المحيطة بالموقع كيفية تطور المعبد وأين، مع إجراء بناء جديد فوق أنهار قديمة أثناء انحباسها بالطمي"، قال المؤلف المشارك دومينيك باركر من جامعة ساوثهامبتون. أثر المصريون القدماء على المناظر الطبيعية برمي رمال الصحراء في القنوات، ربما لإنشاء أرض بناء.

تعكس جغرافيا الموقع أسطورة الخلق المصرية القديمة، حيث برز إله الخالق كأرض عالية من المياه البدائية. "من المغري اقتراح أن النخب الطيبية اختارت موقع الكرنك كمسكن لشكل جديد من إله الخالق، 'رع-آمون'، لأنه يتناسب مع المشهد الكوني للأرض العالية الناشئة من الماء المحيط"، لاحظ المؤلف الرئيسي الدكتور بن بنينغتون. خلال المملكة الوسطى (حوالي 1980-1760 قبل الميلاد)، كانت مياه الفيضان المنحسرة تجعل التل يبدو وكأنه يرتفع، مردداً الأسطورة.

"توفر هذه البحث الجديد تفاصيل غير مسبوقة عن تطور معبد الكرنك، من جزيرة صغيرة إلى إحدى المؤسسات التعريفية لمصر القديمة"، أضاف الدكتور بنينغتون. يخطط الفريق، المدعوم بمنح من مؤسسة كنوت وأليس والنبرغ وغيرها، لدراسات إضافية عبر سهل الأقصر تحت تصاريح من وزارة السياحة والآثار في مصر.

Static map of article location