يعلن الباحثون عن رؤى جديدة حول الحياة الميكروبية القديمة
اكتشف فريق من العلماء أدلة أحفورية على أغطية ميكروبية تعود إلى أكثر من 2.5 مليار سنة، مما يلقي الضوء على النظم البيئية المبكرة للأرض. تشير النتائج، المفصلة في دراسة حديثة، إلى أن هذه المجتمعات القديمة لعبت دورًا رئيسيًا في إنتاج الأكسجين. قد يعيد هذا تشكيل فهمنا لتطور البيولوجيا للكوكب.
تم اكتشاف الدليل من قبل باحثين من جامعة كاليفورنيا، ريفرسايد، الذين حللوا عينات صخور من منطقة ناماكوا-ناتال في جنوب أفريقيا. الدراسة، المنشورة في 27 سبتمبر 2025 في مجلة Nature، تكشف عن أغطية ميكروبية محفوظة جيدًا تعود إلى عصر الأرخيون، قبل حوالي 2.5 إلى 3 مليارات سنة.
قالت الكاتبة الرئيسية الدكتورة إليزابيث تريمباث-ريتشيرت: 'توفر هذه الأحافير الدليل المباشر الأقدم على مجتمعات ميكروبية معقدة، تظهر هياكل طبقية مشابهة للستروماتوليت الحديثة.' استخدم الفريق تقنيات تصوير متقدمة، بما في ذلك التصوير المقطعي بالأشعة السينية للسينكروترون، لتصور الخيوط والغلاف الدقيق داخل العينات دون إتلافها.
يشير السياق الخلفي إلى أن خلال عصر الأرخيون، كانت الغلاف الجوي للأرض خاليًا إلى حد كبير من الأكسجين، مع سيطرة الحياة الميكروبية على البحار الضحلة. يُعتقد أن الأغطية الميكروبية، التي تشكلت بواسطة السيانوباكتيريا وبكتيريا أخرى، ساهمت في حدث الأكسدة العظيم قبل حوالي 2.4 مليار سنة، عندما بدأت مستويات الأكسجين في الارتفاع بشكل كبير.
شملت البحث تعاونًا مع جيولوجيين من مركز التميز الجنوب أفريقي في علم الحفريات. جمعوا عينات من التعرجات المكشوفة بالتآكل، وتاريخوها باستخدام الإشعاع النووي لليورانيوم-الرصاص، الذي أكد الأعمار بين 2.7 و2.5 مليار سنة.
تشمل آثار الاكتشاف فهمًا أفضل لكيفية تكيف الحياة مع الظروف المتطرفة وتأثيرها على الكيمياء العالمية. "يؤجل هذا الجدول الزمني لمتى نعتقد أن النظم البيئية المنظمة ظهرت لأول مرة"، لاحظت المؤلفة المشاركة الدكتورة سوزانا بورتر. ومع ذلك، يعترف الدراسة بتحديات في الحفظ، حيث نادرًا ما تنجو المواد العضوية من مثل هذه القدم.
لا تظهر تناقضات كبيرة في التقرير، مع توافق جميع المصادر على الجدول الزمني والأهمية. يؤكد الاكتشاف أهمية النهج متعدد التخصصات في علم الحفريات، الذي يجمع بين الجيولوجيا والبيولوجيا والتكنولوجيا المتقدمة لفتح الماضي العميق للأرض.