كوكب متشرد يجمع كتلة بمعدل قياسي يبلغ 6 مليارات طن في الثانية
لقد رصد علماء الفلك كوكبًا عائمًا يكتسب كتلة بمعدل غير مسبوق وهو يخترق الوسط بين النجوم. هذا العالم المتشرد، الذي يشبه جوبيتر في الحجم، يضيف 6 مليارات طن كل ثانية فيما يسميه الباحثون اندفاع نمو قياسي. يكشف هذا الاكتشاف كيف يمكن لهذه الكواكب أن تتطور بشكل مستقل عن النجوم.
في مثال مذهل للفرصية الكونية، تم القبض على كوكب متشرد يتجول في المجرة في عملية التوسع السريع. على عكس الكواكب المرتبطة بالنجوم، يتحرك هذا العالم العائم وحده عبر الفراغ الشاسع للفضاء، يجمع الغاز والغبار من الوسط بين النجوم في طريقه.
تأتي الملاحظة من دراسة نشرت في Astrophysical Journal Letters، تفصل بيانات من مصفوفة أتاكاما الكبيرة للموجات المليمترية/الفرعية مليمترية (ALMA). حدد الباحثون الكوكب، الذي لقب بـ'سوبر جوبيتر' بحوالي 13 ضعف كتلة جوبيتر الخاص بنا، يندفع بسرعات تفوق 30 كيلومترًا في الثانية. عند هذه السرعة، يضغط ويسخن الغاز المحيط، مما يؤدي إلى التراكم بمعدل 6 مليارات طن في الثانية، يعادل كتلة جبل صغير يُضاف في كل لحظة.
"هذا معدل نمو استثنائي، غير مشابه لأي شيء رأيناه من قبل لكوكب لا يدور حول نجم"، قال الباحث الرئيسي آرون سكينر من جامعة وارويك. يشبه العملية كيفية تشكل النجوم لكن على نطاق كوكبي، مما يشير إلى أن الكواكب المتشردة يمكن أن تكبر بشكل كبير على مدى مليارات السنين، وربما تتطور إلى قزمات بنية.
يكشف السياق الخلفي أن الكواكب المتشردة تُطرد من أنظمتها النجمية مبكرًا في تشكلها، وعددها بالمليارات عبر درب التبانة. توقعت النماذج السابقة نموًا بطيئًا لهؤلاء الرحالة، لكن هذا الحدث يتحدى تلك الافتراضات. موقع الكوكب يقع على بعد حوالي 400 سنة ضوئية في كوكبة الجبار، ملاحظًا في أطوال موجية تحت الحمراء والفرعية مليمترية للكشف عن الغلاف المتوهج من المادة المتجمعة.
بينما اندفاع النمو مؤقت، يستمر ربما لبضعة ملايين من السنين بينما يعبر الكوكب سحابة غاز كثيفة، إلا أن آثاره واسعة. يقدم رؤى حول تشكل الكواكب في العزلة وديناميكيات الوسط بين النجوم. لا تظهر تناقضات مباشرة في البيانات، على الرغم من أن الملاحظات المستقبلية بتلسكوب جيمس ويب الفضائي يمكن أن تحسن تقديرات زيادة الكتلة.
يؤكد هذا الاكتشاف الطبيعة الديناميكية لمجرتنا، حيث يمكن حتى للعوالم الأكثر عزلة أن تزدهر من خلال الحركة اللا هوادة فيها.